منذ بدايات 2011 ومع تفجر الثورات العربية التي أطلق عليها الغرب مسمى الربيع العربي، وما كان سوى خريفاً واحتضاراً عربياً، تركت الصحافة اليومية كصحفي متعاون في القسم الثقافي بجريدة اليوم السعودية، وكاتب عمود اسبوعي يعنى بالثقافة وخاصة بالفنون كالمسرح والسينما بحكم مجال التخصص. ومنذ تلك الأيام لم ألتزم بالكتابة الأسبوعية أو بأي شكل من أشكال التغطيات الصحفية أو أي عمل صحفي كان، وهذا ما فتح لي المجال أن أشاهد عروضاً مسرحية باستمتاع أكثر دون انتظار رأي نقدي أو دون التورط-أحياناً- بالكتابة عن هذه العروض، وفتح لي الباب أيضاً أن أستثمر وقتي أكثر في الكتابة للمسرح نصاً وبحثاً، والكتابة للأفلام القصيرة، وللقراءة بشكل متأمل أكثر. ولكن هذا لا يعني أن سنوات العمل في الصحافة لم تعطيني الكثير، هي أعطتني الالتزام والقدرة على الاختزال في الكتابة، وأعطتني علاقات، وكسرت بعضاً من خجلي وترددي الدائم، وأعطتني الجرأة.
الآن، وبعد سنوات بت أحن للصحافة، ولكن لا رغبة لي بالتورط مع صحف، مع رقابة على المقالات وحذف جمل، وعدم نشر مواد، ومتابعات صحفية مفروضة علي من مسئول صفحة، ولا رغبة لي أن أنتج كلاماً قد لا يمثلني ولكن يمثل الصفحة. حنيني للصحافة لا يعني أن أعود لانتظار المكافأة الشهرية التي تناقصت تدريجياً حتى تحولت في النهاية لمجرد مصروف جيب لطالب ثانوي لا توازي الجهد الذي أبذله للمتابعة الصحفية والكتابة.
مدونتي هذه، هي صحيفتي التي سأنشر فيها متابعاتي للفعاليات التي أحضرها مدفوعاً بالرغبة، وقراءاتي لما أشاهد وأقرأ، ولهذياناتي المكتوبة، ولمشاهدتي وآرائي الشخصية التي قد لا تهم أحداً حول ما يدور في هذا العالم. صحيفتي التي سأحاول أن أنضبط من خلالها في الكتابة الدورية، أسبوعية أو يومية، ولكي يكتسب قلمي لياقة الكتابة الصحفية بعد سنوات من الترهل.
“مدفوعاً بالرغبة”احسنت👌🏻👏🏻