ملخص لورشة كتابة مسرحية

 

 

لكي نبدأ في كتابة النص المسرحي لا بد أن ننعرف تعريف النص المسرحي والفارق بينه وبين السيناريو، فكثيراً ما يلتبس التعريف على بعض المبتدئين في الكتابة. فما هو النص المسرحي؟:

النص المسرحي: هو نص مكتوب عن حكاية تقوم على الحوار والحركة ، والصراع . وغايته بالأساس أن يتجسد من خلال التمثيل على خشبة المسرح”. وما هو السيناريو في هذه الحالة:

السيناريو: هو خطة العمل الكاملة للفيلم بكل ما تشمله من تفاصيل بصرية ولغوية (الحوارات) وأحداث (زمان ومكان) ليكون الفيلم في صيغته الأخيرة ترجمة بصرية لهذه الخطة”.

إذا، فالنص المسرحي غايته أن ينفذ على خشبة مسرح، بينما السيناريو غايته أن ينفذ كعمل بصري مثل الفلم، المسلسل، أو حتى الفيديو كليب أو غيرها من الأشكال البصرية التي تشاهد على شاشة تلفزيون أو شاشة سينما. ولكن يمكن أن يكتب سيناريو مسرحي لبعض أنواع المسرح التي تعتمد على الجانب البصري بالدرجة الأولى مثل مسرح الصورة أو المسرح المعتمد على لغة الجسد والرقص التعبيري.

 

عناصر النص المسرحي: 1- الفكرة 2-الشخصية 3-الحوار 4-الحبكة أو البناء الدرامي

أولاً: الفكرة: الفكرة غالباً ما تكون من سطر واحد تلخص فكرة المسرحية بحيث تجيب على سؤال : “عن ماذا تتكلم المسرحية؟”.

وهنا أمثلة على أفكار مسرحية:

-في مسرحية ماكبث “الطموح غير المشروع يؤدي بصاحبه إلى الدمار”.

-في عطيل “الغيرة والشك الزائد يؤدي إلى نتائج وخيمة على صاحبها”.

-في طقوس الاشارات والتحولات لسعد الله ونوس “التحولات قد تبدل ظاهر الانسان إلى باطنه وباطنه إلى ظاهره”.

ولكن من أين نأتي بأفكار نصوصنا المسرحية، هنا بعض مصادر الأفكار:

1- التاريخ.

2- الأساطير.

3- خيال المؤلف.

4- التراث والحكايات الشعبية.

5- الواقع الذي يعيشه المؤلف.

6- الأخبار وما وراءها من حكايات.

7- الروايات والقصص القصيرة (النتاج الأدبي).

بعد أن نكتب فكرتنا، ما الذي نفعله بعد؟.. والجواب: أن نكتب ملخصاً للمسرحية بعد كتابة الفكرة إذ يعد الملخص تطويراً لهذه الفكرة في عدة أسطر يصف فيه الكاتب البنية الدرامية لمسرحيته (بداية ووسط ونهاية).

وهنا نموذج لكتابة الملخص:

مسرحية (بيت الدمية) لهنريك أبسن:

“تدور أحداث المسرحية حول نورا المتزوجة من تورفالد هيلمر وهي زوجة قوية ومكافحة عاشت من أجل استقلالها وحريتها والعمل على المساواة من الرجل، ومن أجل فكرتها عملت لتساهم في الحياة الزوجية ماديا. ولإنقاذ حياة زوجها تكالبت عليها الديون إلى أن غادرت بيتها وزوجها صافقة باب المنزل خلفها لتكون تلك التصفيقة رمزا للرفض وللغضب. خرجت غاضبة لاعنة حياتها في بيت زوجها (بيت الدمية)، معبرة عن أنها ما كانت إلا دمية يمتلكها تورفالد هيلمر”.

 

ثانياً: الشخصية: هو الكائن التي تدور قصة المسرحية حوله، وهو الحامل لأفكار المسرحية والدافع بأحداثها إلى نقطة الذروة وهو الذي يواجه صراعاً بينه وبين قوى خارجية أو نوازع داخلية للوصول بالمسرحية إلى نهايته.

أو بمعنى آخر، هو الذي يقوم عليه أداء الفعل الدرامي، ورسم الأحداث التي تتطور لخلق سلسلة متتابعة من خلال الحوار والفعل، والإرادات المتصارعة.

لذا على كاتب النص المسرحي أن يحدد ملامح الشخصية ويصفها من خلال فعلها ومن خلال وجودها في سياق القصة لا من خلال التوصيف المباشر والحوار فقط.

س: كيف نبتكر شخصية أو شخصيات للمسرحية؟

ج: بطريقتين:

الأولى: أن نبدأ بفكرة المسرحية ونختلق شخصيات تناسب الفكرة وقادرة على حمل رسالة المسرحية، وتتناسب مع طبيعتها وأجوائها.

الثانية: بأن يكون لدينا شخصية جاهزة ونبحث لها عن فكرة مسرحية تلائمها من خلال طبيعتها الداخلية (نوازع ومشاعر) أو طبيعتها الخارجية (التكوين الفيسيولوجي) أو من خلال بعدها الاجتماعي.

وللشخصية كما لنا كبشر، ثلاثة أبعاد:

1-البعد المادي: ويعني كيفية تركيب جسم الشخصية (الكيان الفسيولوجي)، مثل:  الجنس (ذكر، أنثى)، السن، الطول، الوزن، المظهر العام، جميل، قبيح، معاق، سليم ..ألخ.

2- البعد الاجتماعي: ويعني وصفها الطبقي في المجتمع من حيث البيئة، والدخل المادي، ودرجة التعليم، والهوايات، والمهنة، والدين، والعادات، والعلاقات الاجتماعية.. وغيرها مما يؤثر على طبيعة سلوك الشخصية وطريقة تفكيرها وردات فعلها.

3- البعد النفسي: ويشير إليه ما تقوله الشخصية، وما تفعله نوعية اللغة (منطوقة أم إشارية) التي تنطقها، وطريقة إلقائها، ودرجة صوتها، وشدته، وإيقاعاته، ودوافع كلامه من تفكير وعاطفة يسهم في تصويرها.

ولنتفادى أخطاء خلق الشخصيات، يجب أن:

1- لا نعرض كل حقائق توصيف الشخصية في البداية.

2- نبدأ القصة بعرض أهم هذه العوامل الضرورية لفهم القصة.

3- يجب أن تكون ردود أفعال الشخصيات الأخرى بالنسبة لشخصية معينة متناغمة، ويجب أن نضع في اعتبارنا أثناء ذلك السمات المختلفة لكل شخصية والتي ستؤدي إلى رد الفعل المناسب.

4- نكشف عن المعلومات في الوقت المناسب، ومن الممكن أن يكشف الكاتب عن المعلومة للمتفرج بينما تظل خافية على إحدى الشخصيات.

5- نتذكر أن الفشل في خلق التباين بين الشخصيات وتطوير علاقات ذات معان بينها هو أحد الأسباب الشائعة في تسطيح النص المسرحي.

6- لا بد للمؤلف أن يعايش شخصياته في خياله معايشة كاملة، حتى يتمكن أن يقنعنا بتصرفاتها وعباراتها عندما نراها ونسمعها على خشبة المسرح .

7- من واجب الكاتب أن يعرف الشخصيات التي يتناولها معرفة دقيقة تفصيلية، لكي يعرف كيف تتصرف وكيف تتحدث و ماذا تقول في كل موقف من المواقف التي تظهر خلال المسرحية .

ثالثاً: الحوار: وهي وسيلة نقل الأفكار والمعلومات بين الملقي والمتلقي بوصفها وسيلة الاتصال الدرامية بين المؤلف والمشاهد وتشتمل على الحوار المنطوق والفعل الإشاري الدال على معنى ما. وتكمن أهمية الحوار في تصوير الحدث، والكشف عن أفكار الشخصيات ، وتجسيد الفكرة إلى جانب الدور الجمالي الذي يقوم به.

مواصفات الحوار

لا بد أن يكون “مختصراً أو مختزلاً، ويحمل أكبر قدر ممكن من المعاني، بأقل الألفاظ الممكنة، كما يجب أن يكون خالياً من الصفات الأدبية، لأنه يجب أن يكون مكتوباً كما يتكلم الناس في الواقع”. ولا بد أن يعبر عن شخصية قائله، فلا يمكن الخلط بين حوارات الشخصيات ومستواها التعليمي والاجتماعي، فلكل اسلوبه في الكلام، كما هو الحال في حياتنا الواقعية.

وظائف الحوار الدرامي:

  1. تصوير القصة.
  2. تصوير الشخصية.
  3. خلق الجو أو الحالة.
  4. ھو العنصر الذي يحمل الدراما.
  5. به يزداد المدى النفسي عمقا  والحدث الدرامي تقدما
  6. تطوير الحبكة.
  7. الكشف عن أفكار الشخصية وعواطفھا وأبعادھا.
  8. الكشف عن علائق الشخصيات في إطار بنية الحدث الدرامي.
  9. مساعدة المسرحية في الجانب التمثيلي (التجسيدي) على خشبة المسرح أي مساعدتھا أثناء الإخراج من الناحية الفنية.

وللحوار المسرحي عدد من الصيغ المختلفة، هي:

المنولوج: وھو الحديث المنفرد… المناجاة الفردية.

الحديث الجانبي: وھو حديث الشخصية جانبا ً مع نفسھا.

الحديث السردي: يعلق على الأحداث وتطورھا، وهي وليس حواراً ولكنه تعليق على ما يجري على الخشبة. ويمكن أن يكون فردياً، أو جماعياً (الجوقة).

 

وليتحقق للحوار المسرحي وظائفه: تطوير الحبكة والحدث، تصوير الشخصيات والوظيفة الجمالية.. لا بد أن تتوافر فيه:

  • مناسبة اللغة لموضوع المسرحية.
  • أن يتلاءم الحوار مع الشخصية.
  • أن يكون رشيقاً وذا إيقاع جميل.
  • أن يكون الحوار مساعداً للممثل على الإلقاء.

الارشادات المسرحية:

هي ملاحظات الكاتب، نص مواز للحوار الدرامي في النص المسرحي، و هو عبارة عن فقرات سردية وصفية ، تطول وتقصر، منها ما يكون فاتحة للمشهد أو خاتمة له، و منها ما يتخلل الحوار.

تسمى الإشارات المسرحية، والإرشادات الإخراجية، والإرشادات المسرحية، والإرشادات الركحية، والتوجيهات المسرحية، والنص الثانوي، والنص الفرعي، والنص المرافق.

غالبا ما توضع الإرشادات المسرحية بين قوسين في المسرح العربي، أو تطبع بأحرف طباعية مائلة في النص الدرامي الغربي، أو تكتب بخط رقيق كذلك في مقابل حوار مشبع بالسواد. وترد هذه الإرشادات في شكل ملاحظات أو مفردات أو عبارات أو جمل مركزة أو فقرة نصية أو نص فرعي للنص الرئيسي الحواري.

وظائف الإرشادات المسرحية:

  • تقديم الشخصيات: (وظيفة تساعد القارئ على تخيل الشخصية المسرحية ، مثل: «المملوك جابر شاب تجاوز الخامسة و العشرين من عمره، معتدل القامة، شديد الحيوية يمتاز بملامح دقيقة و ذكية، في عينيه خاصة يترامى بريق نفّاذ».
  • تقديم الإطار المكاني: (غرفة لهب، حجرة ضيقة معتمة ذات لون قاتم) .
  • توجيه الممثلين أثناء القيام بالفعل الدرامي و ذلك بضبط : الحركات الحسية فوق الخشبة: مثل: يدخلان، يخرجان، ملتفتا حوله، يخرج من جيبه ورقة، يهز رأسه، ساقاها ترتجفان، فتجلس.
  • الأحوال النفسية و ملامح الوجه: مثل: متأففاً، بدأ يغضب، ملامح وجهه تشف عن وداعة وطيبة
  • اللهجة : مثل: بصوت عال، يعلو صوته ليسيطر على الموقف.
  • وجهة الخطاب : يوجه الكلام إلى الجمهور.
  • لحظات الصمت : مثل: ويسود قليل من الصمت المتوتر.
  • فالحركات و اللهجة و ملامح الوجه … كلها وسائل تعبير مسرحية يحتاجها الممثل ليحسن أداء دوره و يحتاجها القارئ ليتخيل المشهد .
  • توجيه المخرج ليجسد النص على الخشبة: وصف الديكور: مثل: يدخل ممثلان يحملان قطع ديكور بسيطة جدا تمثل ما يشبه رواقا في قصر بغداد. و يمكن هنا و في المشاهد التالية الاستعاضة عن قطع الديكور بلوحات مرسومة.

بعض عيوب الحوار المسرحي:

  • اللجوء للخطابية والمباشرة.
  • التجريد بحيث يصعب على المتفرج فهم الحوار.
  • النزعة التعليمية، بحيث لا يشرح الحوار مغزى المسرحية.
  • السردية، فالسردية تفقد الحوار المسرحي وظيفته الدرامية.
  • الغنائية: العبارات الغنائية ووصف المشاعر الذاتية تحوله لوصف وتفقد الجمل تأثيرها الدرامي.
  • أن يكون الحوار جمل متتابعة لا تتميز به شخصية عن أخرى، بحيث لا تحدث اثراً. فالموقف هو الذي يملي طبيعة الحوار.
  • الترهل: من عيوب النص المسرحي الترهل في استخدام ألفاظ وكلمات زائدة عن الحاجة ولا تفي بالغرض. فالمهم في الحوار أن يكون مكثفاً ومركزاً.
  • استخدام عبارات فصيحة معجمية تكون صعبة على الممثل والمتفرج فتبدو الحوارات غامضة غير مفهومة.

رابعاً: الحبكة (البناء الدرامي): هي التنظيم العام لمجرى الأحداث في النص الدرامي، أي عملية ترتيب وتنظيم الأجزاء المسرحية ككائن متوحد بذاته، وبنائها وربطها ببعضها البعض بهدف تحقيق تأثيرات فنية، وانفعالية معينة. والحبكة هي تتابع الأحداث الحدث يلي الحدث بحتمية درامية بحيث تخلق في وجدان المشاهد شعوراً بأن الأحداث تتبع في طبيعتها ما سبقها من أحداث وتؤدي إلي ما يليها من أحداث أيضا علي أساس من التسلسل المنطقي ويجب أن تكون الأحداث ملتزمة بضرورة وجودها في المسرحية بحيث إذا تم حذف حادثة معينة أو تغير مكانها تصاب المسرحية بخلل في بنائها.

تتكون الحبكة من : بداية، وسط، نهاية

ولكن للحبكات أنواع، وهنا الأنواع الأربعة:

الحبكة البسيطة: (وهي التي تتكون من حدث درامي واحد من بداية العمل إلي نهايته)

الحبكة المعقدة : (وهي الحبكة المكونة من احداث فرعية تعمل علي تغذية الحبكة الرئيسية)

الحبكة المحكمة: (تقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل).

الحبكة المفككة: (التي يكون بها عدد من الأحداث مرتبط بعدد من الشخصيات يربط بينهم عنصر معين كالمكان أو الزمان أو الشخصية الرئيسية في القصة أو حدث رئيسي في القصة أو غير ذلك)

مراحل البناء الدرامي (الحبكة):

 

1- البداية: مرحلة المعلومات.

2- نقطة انطلاق الحدث (لحظة الدفع)

3- الوسط، الحدث الصاعد: ويتكون من: الصراع، الأزمة، التعقيد، الذروة

4- الحل

5- النهاية

1- البداية: مرحلة المعلومات:

يبدأ المؤلف بتقديم بعض الشخصيات المسرحية والتعريف بھا إن لم تكن جميعھا، وتحديد الزمان والمكان مع إثارة بعض التوقعات لدى المتلقي بھدف خلق حالة من التوتر الدرامي، كما تثير التوقع والانتظار فإن مھمتھا ھو التعريف بموضوع المسرحية وبالشخصيات المھمة فيھا وإيجاد حالة من التشويق والانتظار للحوادث المقبلة.

2- نقطة انطلاق الحدث (لحظة الدفع):

وھي اللحظة التي تنفجر منھا الأحداث، كما أنھا الدافع المحرك للأحداث لتأخذ سيرھا المتصاعد.

وهي البداية الحقيقية في المسرحية بعد المقدمة الدرامية ويعرفها “أرسطو” بأنها اللحظة التي تفجر فيها القوة المحركة الحدث كي ينطلق ويتصاعد نحو التأزم. مثال: في قصة سندريلا، كان كل شيء طبيعياً-تقريباً- حتى وصلت دعوة الأمير.

3- الوسط (الحدث الصاعد) الصراع، الأزمة، التعقيد، الذروة:

الصراع: يقوم على تنامي الحدث وتصعيده من خلال ما يخلقه من أزمات، حيث هو ما يشكل إعاقة للشخصية في سبيل تحقيق أمر ما. وهو عنصر فاعل في شد انتباه المتلقي لما يحققه من نتائج على صعيد ً الترقب الذاتي لدى المتلقي ما يخلق التشويق. هو أيضاً تعارض مرئي بين قوتين متعارضتين متكافئتين ينمو بمقتضى تصادمھما الحدث الدرامي. فالشخصية تصطدم بعدة عقبات تأخذ في مقاومتھا، وقد يكون طرف الصراع معها:

1- تحديات طبيعية.

2- تحديات بشرية.

3- تحديات اجتماعية.

4- تحديات داخلية ذاتية.

5- تحديات غيبية (قدرية) في المسرحيات الكلاسيكية

ويعد الصراع جوهر الدراما وروحها، ويكون إما صراعاً داخلياً أو صراعاً خارجياً.

أ- الصراع الداخلي ويمكن تصويره من خلال:

♦ صراع بين عاطفتين.

♦ صراع بين العقل والعاطفة.

♦ صراع بين عاطفة ومثل أعلى (الواجب).

♦ صراع بين فكرة وفكرة.

ب- الصراع الخارجي:

♦ مع شخصية أخرى مضادة

♦ مع الطبيعة وظواھرھا

♦ مع المحيط والمجتمع

♦ مع قوى كبرى (القدر – الموت – الزمن )

 

والصراع من حيث طبيعة التجسيد الدرامي ينقسم إلى:

أ- الصراع المادي: مثل: خصومة بالأكف (صفعات)، أو قتال بالسلاح كما في مسرحية روميو وجوليت وهاملت.

ب- الصراع النفسي: غالباً ما يتجسد من خلال المونولوجات الداخلية .

ج- الصراع الإجتماعي: يتجسد الصراع الاجتماعي من خلال أفعال وسلوكيات الشخصية التي تبغي التقاطع مع أفعال وسلوكيات الشخصية المضادة.

الأزمة: وھي نوع من تأزم ما يقع أثناء تطور الأحداث، وتأتي بشكل تدريجي متصاعد بما يعرقل سير الأحداث الطبيعي، كاصطدام الشخصية الرئيسة بشيء يعارض رغباته، ويعمل على دفعه إلى التصارع معه. مثل: حب روميو جولييت في مسرحية شكسبير المعروفة.

التعقيد: وهو ما يعرقل السير الطبيعي للأحداث، كاصطدام البطل بشيء معارض يدفعه إلي التصارع معه وعلى هذا فإن التعقيد هو نتاج العامل الذي يتدخل في سير الحدث لتغيير مجراه. والتعقيد يثير في نفس المشاهد التشويق والترقب وحب الاستطلاع. مثل: اكتشاف أن عائلتي روميو وجولييت على عداء.

الذروة: ھي أعلى مرحلة من مراحل بناء الحدث في تصاعده الدرامي بوصفھا الموقع الذي تصل فيه جميع قضايا المسرحية إلى أوضح صورة لھا. وھي فصل درامي تتوضح  فيه التطورات في العمل الدرامي، ويتخذ مساره في النص المسرحي وھو الجزء الذي تتصادم فيه الإرادات وتتكشف عن نواياھا. ومن أمثلة الذروات المسرحية تصميم ھاملت على قتل عمه الغاصب، وفي قصة سندريلا، حين جرب الحراس الحذاء في رجل سندريلا.

الحل: هو هبوط الفعل بعد وصوله إلي ذروة التأزم، وهو محصلة الأحداث المسرحية المتوترة وعلي هذا فهو وقوع الفجيعة في المأساة وحدوث النهاية السعيدة أي هي المنظر الأخير الذي تفشي فيه الأشياء التي ظلت مجهولة وتحل القضايا التي كانت معقدة.

يمثل الحل الحلقة الأخيرة من سلسلة الفعل الدرامي الذي به يكتمل بناؤه، وتمتد ھذه المرحلة من الذروة حتى نقطة حسم الصراع. بما يشكل برهاناً فنياً على صحة مقدمتھا المنطقية، مثل نجاح سندريلا في الوصول إلى الأمير وزواجها منه.

النھاية: ھي مرحلة حتمية تتوج تنامي الفعل الدرامي وتكشف عن القيمة الفكرية والدرامية والجمالية للعمل المسرحي. ونھاية النص المسرحي لا تأتي على صورة واحدة، بل تختلف وتتباين من نص إلى آخر، ومن كاتب إلى آخر.

أنواع النھايات:

  • النھاية المفتوحة.
  • النهاية المغلقة.
  • النهاية الدائرية.

ومن عناصر الكتابة المسرحية التقنية:

التوتر: يشكل ھذا العنصر التقني عامل أساس في الدراما بوصفه حالة من الاستثارة والشد التي تقوم على تحريك الأحاسيس الفردية لدى المتلقي بما تستوجبه الدراما.

التشويق: هو وسيلة من الوسائل التقنية في عملية البناء الدرامي بوصفه عملية تھدف إلى شد انتباه المتلقي لما يحدث أمامه دراميا. وھو إثارة اھتمام المشاھد عن طريق تحريك شيء من القلق الممزوج بالمتعة.

ولتكون كاتباً مسرحياً ناجحاً، لا بد أن تمتلك هذه المواصفات:

  • الكاتب الناجح والمتميز هو الذي يعايش ويصادق شخصياته التي يرسمها في كل لحظة من لحظات كتابة النص المسرحي، ويتصور ملامحها وشكلها ومستواها الاجتماعي وبعدها النفسي سواء كانت الشخصية المسرحية أساسية أو حتى ثانوية.
  • لابد للكاتب المسرحي أن يتمتع بقوة الخيال وإعماله، فالخيالي هو القادر على تكوين شخصيات مسرحية .
  • أن يكون لماحا ذكيا ومراقبا لكل الشخصيات التي يقابلها في الحياة، ويكون قادرا على التحليل والربط أي أنه يعتبر كجاسوس اجتماعي.
  • أن لا يذكر كل شيء بالتفصيل الممل في الحدث والفعل الدرامي بل يترك أحيانا للمشاهدين الاستنتاج والتحليل والربط سعيا إلى (التشويق).
  • لابد للكاتب أن يكون ملما بالكثير من العلم والأدب والأمثال الشعبية وكتب حياة الشعوب ويثقف نفسه باستمرار فكل هذا هي التي تزيد من خبرته وتثير خياله.
  • لا قواعد ثابتة ومفروضة على الكاتب المسرحي، ويختلف كل مؤلف وموضوعاته وشخصياته عن الكاتب الآخر –حتى ولو كتبوا في نفس موضوع المسرحية – وذلك لان التأليف يكون متغيرا ومستمرا حسب طبيعة ومشاكل ورؤى الكاتب لكل عصر وزمان ومكان.
  • الكاتب المسرحي الذي يلجأ الى الموعظة والتوجيه بإسلوب مباشر هو كاتب فاشل وعليه ان يثيب الشخصية السوية أو الخيرة على قدر خيرها ويعاقب الشخصية الشريرة على قدر خطئها.

 

إحالات:

علم المسرحية وفن كتابتها للدكتور فؤاد الصالحي –دار الكندي

16 رأي حول “ملخص لورشة كتابة مسرحية

اضافة لك

  1. السلام عليكم
    أستاذي أنا على مشارف كتابة مسرحية
    هل يشترط في كتابتها وجود فصول ومشاهد

    1. وعليكم السلام
      ليس بالضرورة.. هذا حسب الحكاية. هناك حكايات لا تحتمل الفصول والمشاهد
      عادة الفصول والمشاهد المتعددة للنصوص الطويلة

      1. يعني فقط مشاهد
        لأني انهيت للتو مسرحيتي
        وأتمنى أن تعلق عليها
        فهل لي بإيميلكم
        أم فاطمة

  2. السلام عليكم
    استاذي
    لو كتبت شواهد وأدلة في المسرحية هل يلزم ذكر مصدرها
    وين اضع المصدر
    هل يلزم عمل هوامش لذكرها أم ماذا؟

  3. السلام عليكم
    ألف مبروك أستاذ
    مبروك الفوز بالجائزة الذهبية
    هل في عندك دورات في هذي الإجازة لدراسة الفن المسرحي أو أي شيء يتعلق بالمسرح

  4. السلام عليكم ورحمة الله
    نود الاستئذان بأخذ نص من نصوصك للاداءها على مسرح مدرسي
    واذاكان بالامكان هل لنا التعديل فيها مع التنويه أنه بتصرف

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: